تشهد الفترة الراهنة انخفاضاً ملحوظاً فى حجم الانفاق الإعلانى للجامعات الخاصة التى تنشط حملاتها التسويقية قبل بداية العام الدراسى من كل عام بعد أن كانت تعتمد على التليفزيون بنسبة أكبر فى تسويق إعلاناتها، اتجهت حالياً إلى الصحف والإنترنت.
باقي التفاصيل من هنا
وتباينت آراء الخبراء حول اسباب تراجع الانفاق الإعلانى للجامعات الخاصة هذا العام فيرى البعض أن ذلك نتيجة الوضع الاقتصادى الراهن الذى دفع الجميع إلى ترشيد إنفاقهم الإعلانى، فى حين قال آخرون إن كل الجامعات الخاصة أصبحت مشهورة ومعروفة وليست بحاجة لانفاق إعلانى كبير مثل السابق خاصة أن العام الحالى لم يشهد إنشاء أى جامعات جديدة.
وقال الخبراء إن الجامعات ركزت هذا العام على الصحف باعتبارها أفضل وسيلة لعرض أرقام الجامعة للتواصل معها، بالإضافة إلى إعلانات الإنترنت بينما لم تهتم بالتليفزيون نظرا لارتفاع تكلفته الإعلانية، كما أنها وسيلة أكثر نفعاً للتعريف بالجامعات الحديثة، وأكد عدد من الخبراء أن الحملات التسويقية للجامعات الخاصة اقتصرت هذا العام على الجديد الذى تقدمه الجامعات بينما انخفض حجم الرسائل المسوقة للجامعة ككل.
وقال محمد العشرى، رئيس قسم الإعلام والتعاون الدولى بجامعة 6 أكتوبر إن الجامعات الخاصة ركزت فى حملاتها التسويقية هذا العام فى فترة ظهور نتيجة الثانوية العامة وخلال فترة التنسيق، بالاضافة إلى الخطة الترويجية للجامعات طوال العام من خلال أنشطة الرعاية بالمعارض والمؤتمرات الدولية والمحلية، علاوة على مسئوليتها الاجتماعية طوال العام من خلال المشاركة فى فعاليات يوم اليتيم وحفلات الزواج الجماعى وتقديم دعم مادى وغيرها من الفعاليات.
وعن الحملات التسويقية خلال فترة التنسيق أوضح العشرى أن رؤية الجامعات تختلف حسب توجهها نحو الطلاب واولياء الامور ولكن معظم الجامعات اهتمت بالوسائل الإلكترونية مثل الإنترنت وإرسال رسائل تهنئة للطلاب وأولياء الأمور عبر المحمول، بالإضافة إلى الوجود على صفحات الصحف خلال تلك الفترة باعتبارها وسيلة جيدة لتنشيط أرقام الاتصال بالجامعات كمرجع لأولياء الامور والطلاب للتواصل مع الجامعة، فالإعلان فى الصحيفة يختلف من حيث المساحات والألوان سواء كانت راعية لملحق تعليمى أو للإعلان المباشر علاوة على «البروشورا» و«الفلاير» و«المطبوعات التعريفية» بالجامعة التى يكون لها عظيم الأثر لمعرفة الأقسام المتاحة والمصروفات.
ويرى العشرى أن أهمية وسيلتى التليفزيون والإذاعة تختلف بناءً على عمر الجامعة فتكون أى منهما جيدة فى حال الجامعة الجديدة لأنها تتيح استعراض الجامعة لأولياء الأمور بمختلف أقسامها ومساحاتها فهما وسيلتان مكملتان لبعضهما فى التعريف بالجامعات الجديدة، بينما تركز الجامعات القديمة على الصحف والإنترنت خلاف جامعة سيناء التى تعلن عن نفسها بقناة المحور الفضائية لأنها ضمن مجموعة سما.
ولفت العشرى إلى أن الظروف الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد لم تؤثر على حجم الانفاق الإعلانى للجامعات الخاصة لأنه مرتبط بحقبة تعليمية ورؤية إدارة الجامعة.
وقال الدكتور مودى الحكيم رئيس مجلس إدارة مؤسسة «مودى ميديا هاوس» للخدمات الإعلامية والإعلانية، إن معظم الجامعات الخاصة أصبحت معروفة حاليا على عكس السابق لذلك لم تعد تهتم بالانفاق الإعلانى الكبير مثل السابق فى بداية إنشائها.
وأضاف أن عدد المقبلين على الجامعات الخاصة أصبح أكبر بكثير من المطلوب لذلك لم تعد بحاجة لإنفاق المزيد من الحملات الإعلانية الكبيرة للتعريف بالجامعة، بل أصبح الجميع يوفر انفاقه الإعلانى ليسوق به الخدمات الداخلية من خلال وسائل إعلانية داخل الجامعة.
وأوضح الحكيم أن الأحداث السياسية والاقتصادية الأخيرة لم تكن السبب وراء الانخفاض الملحوظ فى حجم الانفاق الإعلانى للجامعات الخاصة هذا العام، مشيراً إلى أن التسويق للجامعات الخاصة كان هذا العام شبه معدوم واقتصر فقط على الجامعات التى ادخلت أقساماً جديدة أو كليات حديثة من خلال إعلانات الصحف فقط ولم تهتم بالإعلان عن كل أنشطة الجامعة كما استغل البعض الدعاية الإخبارية مثل جامعتى النيل وزويل.
وأكد الحكيم أن الجامعات الموجودة حاليا لم تعد بحاجة إلى إعلانات التليفزيون مرتفعة التكلفة باعتبارها لن تضيف جديداً، لافتاً إلى عدم دخول جامعات جديدة السوق هذا العام، حيث إن التعريف بالجامعات الجديدة يحتاج لجهود إعلانية متكاملة فى كل الوسائل الإعلانية.
ويرى مدحت زكريا مدير قسم الابداع بوكالة «In House » للدعاية والإعلان ان الجامعات الخاصة الصغيرة لم تهتم بالانفاق الإعلانى العام الحالى، بينما قام بعض الجامعات الكبرى مثل مودرن اكاديمى والجامعة الكندية ومصر الحرية، بعمل دعاية لها عبر الأوت دور والصحف والإذاعة خلال فترة نتيجة الثانوية العامة وتوقفت بعدها.
وقال زكريا إن إعلانات الصحف حظيت بالنصيب الأكبر من الانفاق الإعلانى للجامعات الخاصة باعتبارها وسيلة مهمة يتابعها الكثيرون وتحقق تأثيراً جيداً ولكن سيظل التليفزيون هو الأقوى.
وأكد زكريا تأخر الحملات التسويقية للجامعات الخاصة هذا العام، مشيرا إلى أن البعض منهم ما زال ينتظر معرفة عدد الطلاب الذين لم يدخلوا الجامعات بعد ليحدد حجم انفاقه الإعلانى، بالإضافة إلى الظروف الراهنة السيئة التى دفعت الكثيرين إلى وقف حملاتهم الإعلانية بسبب انعدام الرؤية المستقبلية للبلاد.
واشار زكريا إلى أن التليفزيون يعد الوسيلة الإعلانية الأهم للجامعات الخاصة وبالتالى فإن ضعف الاهتمام بها هذا العام سيؤثر بالسلب على الجامعات الصغيرة، بينما لن يؤثر على الجامعات الكبيرة التى أصبحت ليست بحاجة للتعريف بنفسها.
ويرى زكريا أن جميع الحملات التسويقية التى تم إطلاقها لم تقدم أى أفكار تسويقية جديدة فجميعها قائم على رسالة واحدة للتعريف بالأقسام والجامعة ككل بأسلوب تقليدى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق