رغم أن الجامعات والمدارس فتحت أبوابها أمس؛ لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسى الجديد، فإن عدداً منها قرر تأجيل الدراسة لأسباب منها الدواعى الأمنية وترميم مبانى الكليات.
جامعات الأزهر وحلوان وبورسعيد تم تأجيل الدراسة بها لشهر أكتوبر بسبب استمرار أعمال ترميم مبانى الكليات بحسب تصريحات المسئولين بها، فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم الدراسة بمحافظة شمال سيناء، تأجيل العام الدراسى لمدة أسبوع لدواع أمنية، وذلك تزامناً مع قرار الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالى، منح رؤساء الجامعات صلاحيات تأجيل الدراسة حسب الظروف والأوضاع الأمنية لكل منها.
ويثير تأجيل الدراسة بالجامعات العديد من التساؤلات حول مدى جدية السبب المعلن وهو الترميم إلى جانب جدوى تأخير بدء العام الدراسى بها لتفادى مواجهة الفعاليات الاحتجاجية المتوقع اندلاعها من قبل الطلاب الإخوان.
اعتبر عدد من السياسيين قرار تأجيل الدراسة نابعاً من الخطورة الأمنية لمواجهة طلاب جماعة الإخوان المسلمين داخل الجامعات، خاصة مع تواتر احتمالات بنيتهم الدخول فى اعتصام مفتوح بالساحات الجامعية.
وأكد السياسيون فى تصريحاتهم لـ«الوفد» أن إدارة الجامعات ارتكبت خطأ يتمثل فى عدم الإعلان عن السبب الحقيقى للتأجيل، وهو ما أدى لاستياء الطلاب من غير المنتمين لأى فصيل سياسى أو دينى، مؤكدين أن المحتجين سينظمون ما يسعون إليه مع بداية الدراسة فى أى توقيت.
أبدى حسام الروبى، عضو حركة طلاب حزب الدستور بجامعة حلوان، استياءه من طريقة تعامل إدارة جامعة حلوان مع الطلاب، موضحاً أن قرار تأجيل الدراسة لم يُخطر به اتحاد الطلاب ما يعد استهانة وإهانة غير مقبولة.
وأضاف «الروبى»، أن القرار المعلن لتأجيل الدراسة وفقاً لما تداولته وسائل الإعلام هو استمرار أعمال الترميم بعدد من مبانى الكليات، واصفاً ذلك بالحجة غير المنطقية، لافتاً إلى أن نفس الترميمات تمت العام الماضى وبدأ العام الدراسى فى موعده.
وقال: إن مسئولى الجامعة كان بإمكانهم تأخير الدراسة فى الكليات التى ترمم مبانيها فقط، مؤكداً أن تأجيل العام الدراسى قرار سياسى وأمنى يرتبط باحتجاجات جماعة الإخوان المسلمين ضد الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، وتابع: «كان يتعين على إدارة الجامعات مصارحة الطلاب بالسبب الحقيقى الذى سيستوعبونه حتماً».
اعتبر عضو حركة طلاب حزب الدستور اختيار جامعة حلوان لتأجيل الدراسة بها دون باقى جامعات القاهرة الكبرى أمراً مثيراً للدهشة، خاصة أنها تقع فى أطراف الإقليم ما يقلل من خطورة أى حركة احتجاجية للطلاب.
ورغم قرار التأجيل فإن «الروبى» يتوقع تنظيم الطلاب الإخوان فعاليات احتجاجية بمجرد فتح الجامعة، فضلاً عن المعترضين على قرار تطبيق الضبطية القضائية داخل الجامعات، مشدداً فى الوقت نفسه على سلمية جميع الاحتجاجات.
واعتبر قرار الجامعة بمثابة «جس نبض» لمراقبة ما سيحدث فى باقى الجامعات، وهو ما ظهر جلياً فى تصريح رئيس الجامعة عبر وسائل الاعلام، حيث أكد أن احتمالية مد التأجيل وارد وفقاً للظروف، وتوقع «الروبى» مد تعطل الدراسة لأكثر من أسبوع فى ظل الظروف المحتقنة التى تعيشها البلاد.
من جانبه، أرجع الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، قرار تأجيل الدراسة إلى ورود تقارير للأجهزة الأمنية تضمنت عزم أنصار جماعة الإخوان المسلمين الدخول فى اعتصامات مفتوحة داخل الساحات الجامعية ما يؤدى إلى تعطل الدراسة ويشكل خطورة على الأمن القومى المصرى.
وأوضح «زيدان»، أن القرار من الناحية الأمنية سليم لحين الانتهاء من تصفية البؤر الإرهابية فى سيناء ودلجا وكرداسة، لكنه فى الوقت نفسه أكد أن المواجهة مع الطلاب المحتجين حتمية سواء بدأت الدراسة فى شهر سبتمبر او اكتوبر.
وقال رئيس حزب الثورة المصرية، إن الحل مع طلاب «الإخوان» الذين سيسعون لكسب تعاطف زملائهم خلال الفترة المقبلة، يكمن فى مواجهتهم فكرياً داخل الأسوار الجامعية عبر تنظيم الندوات والمحاضرات للتوعية بخطورة ذلك التنظيم على المجتمع فضلاً عن منع توزيع منشورات الجماعة بالجامعات.
ورأى وحيد الأقصرى، رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى، أن كل جامعة وتواجه ظروف خاصة، موضحاً أن الجامعات التى صدر قرار بتأجيل الدراسة بها يكثر داخلها الطلاب المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يشكل خطورة على زملائهم.
وقال «الأقصرى»: إن تأجيل الدراسة ضرورى من الناحية الأمنية طالما تلك الجامعات معرضة لإثارة البلبلة من قبل طلاب «الإخوان» المحتمل قيامهم بأعمال عنف داخل الحرم الجامعى، ما يحتم التعامل بحسم كون المسألة تتعلق بالأمن القومى.
وأضاف: الدولة فى مرحلة حرب على الإرهاب ويجب تأجيل الدراسة لحصد رؤوس الإخوان أولاً حتى لا نفتح ساحات جديدة للعنف».
0 التعليقات:
إرسال تعليق